نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
‘تاكو‘ ترامب قصفَ إيران... أوكرانيا ضحيّة أيضاً؟ - بوابة الكويت, اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 06:13 صباحاً
بوابة الكويت - منذ شهر تقريباً، أطلق الصحافي في "فايننشال تايمز" روبرت أرمسترونغ لقب "تاكو" على الرئيس الأميركي دونالد ترامب. قصد أرمسترونغ بالكلمة أنّ "ترامب يجبن دوماً" (Trump always chickens out) في حروبه التجارية ويتراجع عن الرسوم في حال شعر بالخطر.
لاقت الكلمة رواجاً على وسائل التواصل الاجتماعي واستخدمها زميل أرمسترونغ في الصحيفة نفسها جدعون راخمان ليكتب أن ترامب "يجبن" أيضاً في السياسات الخارجية. لكن راخمان ختم مقاله بالإشارة إلى أن تكرار هذه الكلمة على مسامع ترامب قد يدفعه في النهاية إلى إظهار أنه رجل صلب.
قالت عالمة النفس ماري ترامب، وهي أيضاً ابنة شقيق الرئيس المعارضة له، إنّ عمها قصف إيران لأنه لا يزال "يعاني" من هذا التوصيف. بالفعل، بعد الغارات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، عاودت الكلمة الظهور مجدداً على وسائل التواصل الاجتماعي، إما لتكذيب أنّ الرئيس ضعيف أو لإظهار أن ترامب يعوّض عن ضعفه. غني عن القول إن هذه التقييمات تنطلق من الموقف السياسي لأصحاب التعليق تجاه ترامب. لكن معارضي الرئيس الأميركي قد لا يتمكنون طويلاً من اتهامه بالجبن، قياساً على الأقل بما فعله سلفاه الرئيسان أوباما وبايدن. لقد شددا على عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، لكنهما عمدا فعلياً إلى تأجيل المشكلة.
أوكرانيا
بعد كل تهديد أميركي للرئيس فلاديمير بوتين أعقبَ انتهاك روسيا لوقف إطلاق النار، تراجع ترامب عن تنفيذ وعيده. مجدداً، حضرت كلمة "تاكو" لوصف موقفه حيال بوتين. لكن بعد قصف إيران، قد يتمكن ترامب إلى حد بعيد من إسكات معارضيه. بالتالي، يمكن أن يتراجع الضغط الإعلامي والتشريعي عن ترامب للتصرف حيال روسيا.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ ب)
لم ينجم امتناع ترامب عن الانتقام من روسيا عن ضعفه أو خوفه من بوتين، بل عن أسباب وتفضيلات شخصية متنوعة، من بينها غياب الود بينه وبين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ويضع البعض إعجاب ترامب بروسيا ورئيسها في سياق رغبته باصطفاف موسكو إلى جانب واشنطن وسط التنافس مع الصين، لكن نادراً ما عبّر ترامب عن نية كهذه.
باختصار، سيعاود ترامب التطرق إلى الملف الأوكراني من موقع أقوى تجاه خصومه الديموقراطيين، كما تجاه أوكرانيا نفسها. هذه المرة، ربما يدفع أكثر باتجاه تحقيق هدفه المحتمل في وقف إنهاك روسيا واستنزاف جيشها، والضغط أكثر على زيلينسكي ليجبره على القبول بما يعرضه عليه الروس. هذا هو الاحتمال الأكبر، أو بالحد الأدنى، واحد من احتمالين كبيرين.
ماذا عن الاحتمال الآخر؟
بالرغم مما سبق، من غير المستبعد بشكل مطلق أن يشعر ترامب باندفاع متزايد بسبب قصفه إيران، كما بسبب تمكنه من إعلان وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بصرف النظر عن مدى صمود الاتفاق. ربما يستخدم ترامب هذا الاندفاع للضغط أكثر على بوتين من أجل تحقيق اختراقين متتاليين على الساحة الدولية. الطريق الأسرع إلى ذلك، والأقل كلفة، سيكون فرض عقوبات إضافية على روسيا. الطريق الأصعب بقليل هو نقل سلاح دفاعي ثم هجومي إلى أوكرانيا. يساعد في ذلك انتقاد الرئيس السابق دميتري مدفيفديف لغارات ترامب على إيران، وإشادة أوكرانيا بخطوته.
يرجح نمط سلوك ترامب الاحتمال الأسوأ لأوكرانيا. لكنّه لا يلغي أملها الآخر. في نهاية المطاف، أنماط ترامب ليست مستقرة. تماماً كما هي منشأة فوردو بعد القصف.
0 تعليق