الأوروبيون في حرب إيران - إسرائيل: وسطاء بلا أوراق - بوابة الكويت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأوروبيون في حرب إيران - إسرائيل: وسطاء بلا أوراق - بوابة الكويت, اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 05:59 صباحاً

بوابة الكويت - قبل التطورات الأخيرة ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بعثرت مشاركة الولايات المتحدة المباشرة في الحرب، وقصفها المنشآت النووية الإيرانية، أوراق المحادثات التي كانت قد بدأتها الديبلوماسية الأوروبية الخميس الماضي مع الإيرانيين في اجتماع جنيف، بهدف خفض التصعيد ومحاولة فرض نفسها مجدداً شريكاً فاعلاً في الملف النووي الإيراني.

أوروبا المخدوعة

وتشير قراءات سياسية إلى أنه لم يعد أحد في الشرق الأوسط يعوّل على الديبلوماسية الأوروبية. فألمانيا والاتحاد الأوروبي مطالبان بالاعتراف بحدود تأثيرهما: إذ لا يمتلكان قوة أو نفوذاً يُذكر في حروب الشرق الأوسط، بينما يؤدّيان دوراً جوهرياً في صدّ العدوانية الروسية على الجناح الشرقي لحلف الناتو. وعمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تهميش الدور الأوروبي، وأكدا من خلال تصعيدهما ضد إيران أن القرار في الشرق الأوسط بيد واشنطن وتل أبيب.
في حديثه إلى "النهار"، يرى الباحث في الشؤون الأوروبية نيكلاس فسترمان أن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ومعهم منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وجدوا أنفسهم مكبّلي الأيدي بعدما ظنّوا أنهم قادرون على أداء دور الوسيط الفاعل في حرب إيران وإسرائيل.

لكن ترامب قطع الطريق سريعاً على المبادرة الأوروبية، متجاهلاً أي مسار ديبلوماسي جديد رغم إعلان الأوروبيين رغبتهم في تنسيق الموقف مع واشنطن لإيجاد مسار تفاوضي مع طهران. وسرعان ما صرّح ترامب بأن "المبادرة الأوروبية لا تساوي شيئاً... ولا يمكن لأوروبا أن تساعد في هذا الشأن".

ويشير فسترمان إلى أن تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس التي قال فيها إن "إسرائيل تقوم بالأعمال القذرة نيابة عن أوروبا"، لا تخدم الدور الديبلوماسي لبرلين، بل تؤكد أن أوروبا تؤدي دور "المتفرّج العاجز". ويضيف أن لا أحد يأخذ مقترحات "النادي الأوروبي" على محمل الجد، وأن التطوّرات مرتبطة بالكامل برد الفعل الإيراني، الذي لا يشير إلى أيّ انفراج قريب.
ويخلص فسترمان إلى أن الأوروبيين تعرّضوا لـ"خدعة" بعد الهجوم الأميركي، بعدما كانوا يأملون أن تسهم محادثاتهم الأخيرة في ثني طهران عن مواصلة برنامجها النووي بوسائل ديبلوماسية، لكنهم خرجوا خالي الوفاض من محاولتهم.

 

إسرائيل "تخدم الغرب"
ورغم التصريحات الديبلوماسية الأوروبية التي تؤكد أن طاولة المفاوضات هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة، تعكس بعض المواقف رغبةً في إضعاف النظام الإيراني الذي تصفه بـ"الاستبدادي والمهدِّد"، بسبب "سعيه لتطوير أسلحة نووية".
واعتبرت بعض التعليقات الغربية أن إسرائيل تؤدي خدمة للغرب، بل إن على الشعب الإيراني – وفق بعض هذه الرؤى – أن يقوم بجهد داخلي لتغيير نظامه، وتحقيق الحلم بحكومة ديموقراطية. وبلغت الإشادة بإسرائيل حدّ اعتبار هجماتها "دفاعاً استباقياً عن النفس" لأنها تركّز على منشآت حسّاسة مثل مواقع اليورانيوم، وحقول الغاز، وشبكات النقل.

في هذا السياق المتوتر، قالت الخبيرة في شؤون النزاعات نيكول دايتلهوف، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، إنه "لا شيء يؤكد تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل"، مضيفة أنه كان من "المستحيل أن تكون ألمانيا طرفاً فاعلاً في الحرب"، لكونها "شبه مشلولة في هذا الصراع".

أما يان بوسه، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بجامعة "البوندسفير" في ميونيخ، فرأى أن الأمور كانت ستبدو مختلفة في حال سقوط نظام الجمهورية الإسلامية، مشيراً إلى احتمال تحوّل إيران إلى "دولة فاشلة" بما قد يشكّل تهديداً أمنياً كبيراً، لا سيما لأوروبا.

ورغم وقف النار الذي أعلنه ترامب بين تل أبيب وطهران، لا تزال ألمانيا تترقّب ما ستؤول إليه التطوّرات، بعدما أقدمت على عمليات إجلاء واسعة لمواطنيها من المنطقة باستخدام طائرات عسكرية.

وبرز القلق خصوصاً حيال القوات الألمانية المنتشرة في قواعد عدة بالشرق الأوسط، بينهم 180 جندياً إلى جانب القوات الأميركية في الأردن، بالإضافة إلى وحدة ألمانية ضمن بعثة التحالف الدولي ضد "داعش" في أربيل، في إطار مهام تحقيق الاستقرار وبناء القدرات في العراق.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق