نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المغامرة تبدأ من الداخل: سعيد المعمري وراية الإمارات على أعلى القمم - بوابة الكويت, اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 09:00 صباحاً
بوابة الكويت - "النجاح ليس أن تصل إلى القمة، بل أن تتحدى نفسك كل يوم لتكون أفضل من الأمس وتستمر في الوصول إلى قمم. والحياة تبدأ عند نهاية منطقة الراحة".
بهذه الكلمات التي تختزل فلسفة المغامرة والمعنى الحقيقي للإنجاز، بدأ المغامر الإماراتي سعيد المعمري حديثه في لقاء خاص مع "النهار". هو ليس مجرد متسلق جبال، بل رافع راية وطنه على أخطر القمم وأعلاها، مؤمن بأن التحدي لا يبدأ من السفح بل من أعماق الذات، حيث يتقاطع الشغف مع العزيمة، وتولد المغامرة الحقيقية
*هل كنت طفلاً مغامرًا؟ ومتى بدأت تشعر بأنك تميل إلى التحديات واكتشاف المجهول؟
- نعم، كنت طفلًا شغوفًا بالاستكشاف،و فضوليًا ومحبًا للطبيعة. منذ صغري كنت أهرب من روتين المدينة إلى الجبال والبحر والطبيعة بدأت أشعر بانجذابي الحقيقي للتحديات في سن المراهقة، حين اكتشفت أنني أبحث دائمًا عن الشعور بالإنجاز الذي يأتي بعد كل مخاطرة محسوبة.
*ما أول مغامرة تتذكرها من طفولتك؟ وهل كان لها أثر في تشكيل شخصيتك اليوم؟
- أول مغامرة أتذكرها من طفولتي كانت استكشاف المزارع والحي خلف منزلنا مع أصدقائي في قرية صغيرة تقع على بحر عمان، محاطة بالجبال من الخلف والمزارع والبحر من الأمام كنا نعتقد أنها "أرض مجهولة" مليئة بالأسرار، رغم أنها لم تكن أكثر من بضع أشجار وأشجار متفرقة! وبيوت صغيرة يومها، صنعنا خريطة من خيالنا، وادّعينا أننا وجدنا "كنزًا" (مجرد حجر لامع)، واخترنا لأنفسنا ألقابًا مثل "المستكشف الشجاع".
هذه المغامرة البسيطة تركت فيّ أثرًا عميقًا: علّمتني أن الجمال والمتعة يكمنان في النظر إلى العادي بمنظور غير عادي، وشجّعتني على حب الاستكشاف والفضاء. حتى اليوم، أحمل الروح نفسها في عملي وعلاقاتي، الإيمان بأن المغامرة تبدأ بالخيال، وأن التفاصيل الصغيرة قد تحمل سحرًا كبيرًا إذا نظرنا إليها بعين الطفل الذي كنته.
*ما الفرق بين تحدي إيفرست وK2 من حيث الصعوبة الجسدية والنفسية؟
- الفرق بين إيفرست وK2: التحدي الأقسى
- إيفرست: صعوبتها في الارتفاع (8848 م) ونقص الأوكسجين، لكنها أصبحت أكثر أمانًا بسبب البنية التحتية وكثرة مرتاديها .
- K2 (8611 م): الأصعب نفسيًا وجسديًا بسبب انحدارها الشديد، تقلبات الطقس القاتلة، ونقص الدعم اللوجستي. يُطلق عليها "الجبل المتوحش" جبل الموت اخطر جبل في العالم ومعدل الوفيات فيها أعلى بكثير.
*ما اللحظة التي شعرت فيها أن حياتك مهددة أثناء إحدى رحلاتك؟
- في أول رحلة لي في جبال الهمالايا، تعرضت لعاصفة ثلجية مفاجئة وكاد انهيار جليدي صغير أن يدفنني. تلك اللحظة علمتني أهمية الاحتراس، التواضع أمام الطبيعة، وضرورة التخطيط الدقيق. غيرت نظرتي للمخاطر اليومية، فأصبحت أكثر حذرًا من دون أن أفقد شغفي بالتحدي.
*كيف أثّرت هذه التجربة في نظرتك للحياة أو للمخاطر اليومية؟
- جعلتني أقدّر قيمة الحياة والتفاصيل الصغيرة في الحياة. قيمة الأوكسجين الذي نتنفسه وكوب المياه النقية التي نشربها والسرير المريح والبطانية الدافئة والقهوة الصباحية، لحظة صمت، ضحكة من طفل صوت الآذان كل ذلك أصبح له معنى أعمق. وتعلمت ألا أعتبر شيئًا مضمونًا.
*كيف شعرت وأنت ترفع علم الإمارات على أعلى قمة في العالم؟
- رفع علم الإمارات على القمة: فخر لا يوصف، كان شعورًا يفوق الوصف. لحظة يختلط فيها الفخر بالدموع، ليس لأنني وصلت فحسب، بل لأني أمثل بلدي وأقول للعالم: نحن هنا، نحلم ونتحدى ونصل. لحظة لا تُنسى! شعرت أنني أحمل أمل وطني وطموح قيادتنا على كتفي، وكذالك كان فخراً أكبر بأن أمثل الوطن العربي كوني اول عربي يصل الى القمة. كان هذا إثباتًا أن أبناء زايد قادرون على الوصول الى أعلى المراتب عالميًا، ليس في الابتكار فحسب، بل حتى في أصعب التحديات الجسدية.
*هل تعتبر أن المغامرة شكل من أشكال خدمة الوطن وتمثيله عالميًا؟
- بالطبع! كلما وصل إماراتي إلى قمة أو حقق إنجازًا مغامرًا، يضع اسم الدولة على الخريطة العالمية وفي قائمة الأبطال الذين وصلوا الي قمم العالم. نحن لسنا أبناء ناطحات السحاب فحسب، بل أبناء الصحراء والجبال والبحر، قادرون على تمثيل الوطن بشجاعة. وكل خطوة أخطوها على جبل، أعتبرها رسالة. المغامرة تُظهر للعالم أن أبناء هذا الوطن لا يعرفون المستحيل، وأننا نملك الشغف والعزيمة والقدرة على تحقيق المستحيل.
*ما نوع التمارين أو التحضيرات التي خضعت لها قبل الصعود؟
- التمارين، تمارين تحمّل (جرّ مزلجة ثقيلة، صعود السلالم بوزن زائد)، وتدريبات القوة (خصوصاً للساقين والظهر).
التكيف مع الارتفاع.
التدرج في الصعود لتجنب داء المرتفعات.
التدريب النفسي: التأمل، التخيل الذهني للطريق، ومواجهة الخوف عبر تدريبات في ظروف قاسية.
التدريبات ذهنية على إدارة الخوف واتخاذ القرار تحت الضغط.
*ما القمة أو التحدي الذي تحلم بتحقيقه مستقبلًا؟
- إتمام تسلق اعلى قمم دول العالم التي أتممت منها 131 من اصل 193 الدول المعترف بها في الأمم المتحدة. وهناك مفاجآت كثيرة سأعلن عنها عندما اتمم مبادرتي قمة السلام. كما أنني أفكر في تنظيم رحلات لشباب الإمارات لتعليمهم قوة التحمل والقيادة في الطبيعة ومشاركة الجميع الخبرة التي تعلمتها في مسيرتي.
*ما نصيحتك لشباب اليوم الذين يبحثون عن معنى التحدي والنجاح؟
- لا تنتظر الظروف المثالية: ابدأ من حيث أنت، حتى لو كان التحدي صغيرًا.
تعلم من الفشل: كل سقوط هو درس يُعِدُّك للقفزة الأكبر.
اخرج من منطقة الراحة: المغامرة الحقيقية ليست فقط في الجبال، بل في تحدي ذاتك يوميًا.
كن فخورًا بجذورك: مثلما أرفع علم الإمارات في القمم، احمل هويتك وطموحك أينما ذهبت.
ابحث عن شيء يشعل قلبك. النجاح لا يأتي من الراحة، بل من السقوط والقيام. لا تخاف الفشل، فهو جزء من الطريق. وكن دائمًا صادقًا مع نفسك، لأن المغامرة الحقيقية تبدأ من الداخل.والطموح لا يعرف حدودًا، والوطن لا يُرى من القمم إلا عندما تحمله في قلبك أولًا."
0 تعليق