نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب انتزع من نتنياهو قيادة الحرب... لكن ماذا إذا لم تستسلم إيران لشروطه؟ - بوابة الكويت, اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 09:07 مساءً
بوابة الكويت - بصرف النظر عن الأضرار التي ألحقتها الضربة الأميركية بالمشروع النووي الإيراني، تثور أسئلة كثيرة عمّا إذا كان هذا التدخل الخطير كافياً لإقناع النظام في طهران بالمجيء إلى طاولة المفاوضات، ومن ثم التوقيع بملء إرادته على اتفاق يقبل بموجبه التخلي عن تخصيب اليورانيوم مرة واحدة وإلى الأبد.
إذا صغنا ذلك بعبارة أخرى يصير السؤال: ماذا إذا لم تستسلم إيران؟
يتعين التوقف ملياً هنا عند كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد ساعات من ضربة فوردو، إذ قال بوضوح، إنه إذا لم يقبل النظام "بجعل إيران عظيمة مرة أخرى، فلمَ لا يكون هناك تغيير للنظام؟". وهذه عبارة تطرب لها أذنا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يرى أن الحل الجذري الوحيد الذي يحول بين إيران والقنبلة النووية يكمن في تغيير النظام، وليس في إبرام اتفاق سياسي معه مهما كان هذا الاتفاق صارماً. والقصف الإسرائيلي لبوابات سجن إيفين يصب في خانة خلق دينامية داخلية في إيران تؤدي إلى زعزعة النظام.
ومنذ اللحظة التي أمر فيها ترامب بقصف إيران، بات هو المسؤول عن قيادة الحرب التي بدأتها إسرائيل في 13 حزيران/ يونيو الجاري. وهذا ما يفترض بأن واشنطن تمسك الآن بأعنّة المسارين العسكري والسياسي. وكلما لمست تردداً أو رفضاً من طهران للقبول بحل ديبلوماسي، على أساس الاقتراح الأميركي، فإن الضغط العسكري سيزداد، إسرائيلياً وحتى أميركياً.
لا شيء يضمن بأن الضربة الأميركية فجر الأحد، ستكون ضربة يتيمة، ولن تتبعها ضربات أخرى، حتى يقتنع المسؤولون في طهران بأن لا قدرة لهم على جر إسرائيل أو أميركا إلى حرب استنزاف طويلة.
لافتة مناهضة للحرب، رفعها أحد المحتجين على الضربة الأميركية لإيران أمام البيت الأبيض. (ا ف ب)
والضربات الإسرائيلية التي تستهدف المنشآت الحيوية غير النووية في إيران، غايتها تدمير دورة الحياة للإيرانيين العاديين، وحملهم على "النهوض" ضد النظام، وحرمان الحكومة الإيرانية من القدرة على الاستمرار في توفير الخدمات للناس. بعبارة أخرى، القصف الإسرائيلي المتواصل يركز الآن على تجريد النظام من مقومات القدرة على إدارة حرب استنزاف.
وعلى رغم أن ترامب كان من أشد منتقدي أسلافه الذين تبنوا سياسة "بناء الأمم" في العراق وأفغانستان، فإن إيران تعيد تشكيل سياسته الخارجية، بحيث يجد نفسه أكثر انخراطاً في استراتيجية نتنياهو. تدمير إيران يحتل الأولوية على احتواء الصين.
ولذلك، لم يتوقف ترامب كثيراً عند آراء المعارضين داخل إدارته أو في الكونغرس لضرب إيران. ولن يتوقف أيضاً عن الذهاب أبعد إذا لم تستسلم طهران. ويعيد هذا إلى الأذهان التحذير الذي أطلقه الرئيس الأميركي قبل أيام واعتبر فيه أن مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي "هدف سهل"، إذا ما أرادت أميركا استهدافه.
يستطيع ترامب أن يستغل أي هجوم انتقامي إيراني ضد المصالح الأميركية، كي يوجه مزيداً من الضربات العسكرية ليساعد نتنياهو في خلق البيئة التي تفضي إلى خلخلة النظام.
على الضفة الأخرى، يدرك النظام أن قبوله بالشروط الأميركية سيؤدي إلى نتائج يمكن أن ترتد عليه داخلياً، أكثر مما سينجم عن رفضه الاستسلام. النظام جعل من مسألة التمسك بتخصيب اليورانيوم معادلاً لقرار حكومة محمد مصدق عام 1951، تأميم شركات النفط. وهذا ما استدعى تدبير انقلاب عسكري بدعم من الاستخبارات البريطانية والأميركية، أعاد الشاه محمد رضا بهلوي إلى الحكم، وأطاح بحكومة منتخبة ديموقراطياً. ومذاك، لا تزال عالقة في أذهان الإيرانيين عموماً حساسية حادة من التدخل الخارجي في شؤونهم الوطنية.
إلى أي مدى يمكن أن يتحمل النظام الضربات الإسرائيلية أو مزيداً من الضربات الأميركية؟ وماذا يملك من خيارات لرفع تكلفة الحرب على إسرائيل وأميركا؟ ذلك، ما تحدده الأيام المقبلة.
0 تعليق