نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"حرب أبدية" على برنامج إيران النووي؟ - بوابة الكويت, اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 08:57 مساءً
بوابة الكويت - كانت "مطرقة منتصف الليل"، الاسم الذي عُرف به الهجوم الأميركي على ثلاث منشآت نووية إيرانية، "لامعة تكتيكياً، لكن غير مكتملة استراتيجياً".
هذا ما نقله موقع "وايرد" الذي يعنى بشؤون التكنولوجيا عن المدير في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي ضمن "معهد ميدلبري" جيفري لويس. مختصر تحليل لويس أنه لا يزال لدى الإيرانيين مواد نووية يمكن تخصيبها إلى مستويات التسليح، في منشآت تحت الأرض، إلى جانب أنهم يتمتعون أيضاً بالقدرة على إنتاج مكونات أجهزة الطرد المركزي.
يتوافق ذلك بشكل كبير مع ما قاله لـ "النهار" خبير شؤون الحرب غير التقليدية في جامعة الدفاع الوطني (واشنطن) ديفيد دي روش الذي وجد صعوبة في توقع نجاح كامل لأي ضربة على منشأة فوردو، خصوصاً في الساعات الأولى. وأوضح الخميس أن ثمة احتمالاً لأن يعود الإيرانيون إلى منشآتهم لاستخراج ما تبقى من اليورانيوم المخصب، لأنه لا يتبدد بفعل الضربات، ثم تحويله إلى منشآت أخرى.
عن "القول المأثور"
وسط الغموض الحالي المحيط بمصير المنشآت النووية الإيرانية، يمكن أن يجسّد القول المأثور "تأمل الأفضل وخطط للأسوأ" الفرضية المعيارية لدى القادة العسكريين الإسرائيليين. وهذا يعني أنه تم إرجاع البرنامج النووي الإيراني أشهراً أو سنوات قليلة إلى الوراء في أفضل الأحوال. من المرجح أن يكون الإسرائيليون قد بنوا حساباتهم المستقبلية على هذه الفرضية، لا بعد القصف الأميركي وحسب، بل حتى ضمن توقعاتهم الأولية باحتمال عدم انخراط واشنطن في حربهم على البرنامج النووي الإيراني. الرد المعقول على السيناريو "السيئ" هذا هو التفكير بخوض حرب طويلة المدى، لكن متقطعة ومنخفضة الوتيرة.
يشبه ذلك إلى حد بعيد سياسة "جز العشب" التي اعتمدتها إسرائيل مع حركة "حماس" قبل 7 أكتوبر. كانت إسرائيل تكتفي بفرض الحصار على قطاع غزة وإبقاء الحركة مقيدة عسكرياً عبر حروب عابرة وقصيرة. يمكن أن يرى الإسرائيليون في تطبيق هذه الاستراتيجية على إيران أفضل حل مستقبلي متاح أمامهم. فمع اقتراب دخول الحرب مرحلة "العوائد المتناقصة" بعد ضرب معظم الأهداف النووية والعسكرية، ستستمر تكاليف العملية العسكرية الحالية في الارتفاع لكن من دون تغيير كبير في النتيجة النهائية.
صور للثغرات المفترضة التي ولّدتها الغارات الأميركية على فوردو (ماكسار)
من هنا يمكن فهم إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه مستعد لوقف الحرب إذا أوقفت إيران إطلاق الصواريخ على إسرائيل. في مراحل لاحقة، وبما أن تل أبيب حققت تفوقاً كبيراً في الأجواء الإيرانية، يمكن أن تواصل استهداف أي تحركات "مريبة" على الأرض تهدف إلى إعادة إحياء البرنامج النووي أو الباليستي.
حتى على مستوى زعزعة الحكم في طهران، وبعدما وجهت إسرائيل ضربات قاسية إلى الحرس الثوري – عصب النظام – قد لا يتبقى أمام إسرائيل الكثير من الأهداف لضربها، بما يبرر مواصلة الحرب المكلفة اقتصادياً وبشرياً. لذلك، من المرجح ألا تطول الحرب بوتيرتها الحالية كثيراً إذا امتنعت إيران عن الرد بشكل قوي على الهجمات الأخيرة.
"حرب أبدية"
ذكّر بنجامين زالا من جامعة موناش الأسترالية بأنّ إسرائيل ضربت مفاعل تموز النووي في العراق سنة 1981 مما أرجع البرنامج سنوات إلى الوراء، لكن في نهاية العقد نفسه، كان العراق قريباً جداً من برنامج مكتمل الأركان للأسلحة النووية.
لهذا السبب، قد تكون سياسة "جز العشب" حاضرة في الحسابات الإسرائيلية، كما كتب موناش، وكذلك، كما كتب روبرت كيلي، أستاذ في جامعة بوسان الوطنية في كوريا الجنوبية. لكن كيلي يضيف أنه مع تحول هذه السياسة إلى "دورات عدة من البناء والغارات"، أو إلى "حرب أبدية"، ستتكلف إسرائيل كثيراً على المستويين الاقتصادي والعسكري، ممّا يتطلّب دعماً أميركيّاً مستمرّاً قد لا تكون حتى الإدارة الجمهوريّة الموالية لإسرائيل مستعدّة لتمويله على المدى الطويل.
ما توضحه هذه التحليلات وغيرها أن حتى دماراً كاملاً للبرنامج النووي الإيراني قد لا يمنع إيران وإسرائيل من الغرق في "حرب أبدية"... ولو بوتيرة متقطعة وبطيئة.
0 تعليق